إن قمنا بعمل مقارنة بين التعليم في السعودية والامارات، فسوف نجد شيئًا مثيرًا حقًا للانتباه ولا نعلم ما إن كان هذا الأمر مقصودًا أو إنه جاء عن محض الصدفة، وبالرغم من مصداقية الثانية طبعًا إلا أننا سنجد عبر المقارنة أن تاريخ كل من نظامي التعليم في السعودية والإمارات كما لو كان متماشيًا على نفس النمط، حيث إن كل منهما سارا على خطوات متماثلة.
حتى أصبحنا بالقوة والمركز التعليمي الذي تتمنى البلاد العربية المجاورة أن تصبح عليه، وهذا يجعلنا ندرك بأن كل شيء يصبح كبيرًا لم ينمو فجأة ولكنه وُلد بعد مراحل متتابعة وعقبات، ومن هنا سنتعرف على تاريخ كل من الدولتين في النظام التعليمي بالتفصيل.
مقارنة بين التعليم في السعودية والامارات
لا شك أن كل من نظامي التعليم في السعودية والامارات في الوقت الحالي نظام تعليمي متطور وحديث مقارنةً بالدول العربية الأخرى، وهو متوفر على شاكلتين: التعليم الحكومي، والتعليم الخاص كما هو معروف، وبالرغم من أن الكثير من الطلاب بمختلف المراحل الدراسية أصبحوا يرغبون في الوقت الحالي بمواصلة مسيرتهم الدراسية في البلاد الخارجية.
ذلك لأن السفر إلى الخارج سوف يمنحهم فرص عمل أكثر ويفتح لهم تجارب جديدة ومختلفة ليست متاحة في بلادهم، إلا أن الأمر لم يعد كذلك في السعودية والامارات، حيث إن كل منهما يمكن أن يوفرا لطلابهم الفرص التعليمية المواكبة للعصر الحديث والتي تتناسب مع احتياجاتهم واهتماماتهم أيضًا.
النظام التعليمي في السعودية
لقد أدركنا أن المقارنة بين التعليم في السعودية والامارات ما هي إلا قائمة على تاريخ كل منهما التعليمي، فمثلًا شهدت السعودية تحولًا كبيرًا ومدهشًا في نظامها التعليمي، بعدما كان متاحًا لقلة قليلة وهم أبناء العائلات الغنية الذين يعيشون في المدن الرئيسية، أما اليوم فقد أصبح التعليم السعودي متاح لمختلف الأفراد.
وأصبحت الدولة تضم أكثر من 50 جامعة بما فيها الجامعات الحكومية والخاصة ولا زال العديد في تزايد حتى وقتنا هذا، هذا وكما تحتوي السعودية على 30.000 مدرسة وعدد كبير من الكليات والمشاريع المختلفة، فلقد أصبحت الدراسة متاحة لجميع الأفراد بعدما كانت مقتصرة على قلة قليلة، كما وفرت دعم مجاني للطلاب وكتب ورعاية صحية.
التعليم في السعودية
إن ما يجعلنا على ثقة بأن نظام التعليم في السعودية يمنح الطلاب الفرص التعليمية المناسبة هو جودة التعليم المقدمة، والتي تتاح في مجالات مختلفة ومتنوعة فيما بين العلوم والفنون والاقتصاد وغيرها من المجالات الأخرى، مما يساعد ذلك الطلاب على التدريب والتوافق مع متطلبات سوق العمل والقدرة أيضًا على العمل في الاقتصاد العالمي.
الجدير بالذكر أن التعليم الابتدائي في السعودية قد بدأ في الثلاثينات من القرن 19، ولكن بحلول سنة 1945 بدأ الملك “عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود” خطواته التوسعية من خلال برنامج امتدادي لتشييد المدارس في المملكة، حتى أصبح عدد المدارس بعد مرور 6 سنوات ما يتجاوز 226 مدرسة بما تتضمن 29.887 طالب.
أول مدرسة في المملكة العربية السعودية
في إطار مقارنة بين التعليم في السعودية والامارات، فإننا نشير إلى أول جامعة سعودية تأسست سنة 1957، ومن بعدها تم إنشاء أول مدرسة حكومية للبنات سنة 1964، وقد كانت وقتها خطوة فارقة للغاية بعدما كان نظام التعليم مقتصرًا فقط على فئة معينة، يُذكر أيضًا أن بحلول نهاية التسعينات من القرن 19 تم إنشاء مدارس الفتيات في كافة أنحاء المملكة العربية السعودية، حتى أصبحت الطالبات الآن يبلغن أكثر من نصف الـ 6 ملايين طالب ملتحق بالجامعات والمدارس السعودية.
التعليم في الإمارات العربية المتحدة
لقد كان من المنطقي أن نقوم بعمل مقارنة بين التعليم في السعودية والامارات، نظرًا لتشابه تاريخ الطرفين في تولي الاهتمام بالتعليم، فقد كان الشيخ “زايد بن سلطان آل نهيان” من أوائل حكام الدولة الذين اهتموا بالنظام التعليمي، ولم يكن عدد المدارس حينها يتجاوز الـ 20، كما كان عدد الطلاب أقل من 4000 طالب، المعظم منها ذكور، ولم تكن الإناث يُهتم بتعليمهن في ذلك الوقت.
هذا وحتى قيام الاتحاد سنة 1971، لم تكن هناك خدمات تعليمية، حتى لم يكن هناك تعليم في الكثير من القرى والمدينة، ولم يكن عدد الطلاب الذين يرغبون في التعليم حقًا كثيرين، إذ لم يتجاوز عددهم بشكل عام 28 ألف طالب في الدولة جميعها.
كما لم يتواجد تعليم جامعي، ولم تتواجد جامعات، وكان على الشخص الذي يرغب في استكمال تعليمه أن يجد فرصة للتعليم في إحدى البلاد الخارجية، مع العلم أن نفقة البعثة كانت قائمة على الدولة حرصًا منها على رعاية أبنائها وحصولهم على أعلى الشهادات لإفادة وطنهم فيما بعد.
تاريخ التعليم في السعودية والامارات
ربما تكون المقارنة بين التعليم في السعودية والامارات متشابهة إلى حد كبير من حيث البدايات والنهايات أيضًا، حيث اعتمدت دولة الإمارات على بعض الأنماط التقليدية حتى استطاعت أن تصل الآن إلى ما هي عليه، بما في ذلك الآتي:
-
نمط تعليم الكتاتيب
هو كان النمط الأكثر انتشارًا في وقتها، ويعتمد على حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والتعاليم الدينية بصورة أساسية، بجانب القراءة والكتابة وتعلم الخط.
-
الحلقات العلمية
لقد كان التطور الطبيعي للنمط السابق، وذلك لمدى تشابهه إياه في الأساسيات من حيث تعلم أصول الدين والعقيدة والفقه، بالإضافة إلى أشياء أخرى إضافية بما فيها علوم اللغة مثل النحو، الإملاء، والتاريخ.
-
التعليم شبه النظامي
هو نظام تعليمي مجاني، ساعد في ظهور التعليم النظامي، وتوعية أهل دولة الإمارات بدور التعليم وضرورة السعي من أجله، كما حافظ على أساسيات ومبادئ أنماط التعليم السابقة.
-
التعليم الحديث أو النظامي
بالمقارنة بين التعليم في السعودية والامارات، فإننا نجد أن السعودية أيضًا قد مرت بأنماط مختلفة حتى وصلت إلى هذه المرحلة، وهي الحدث الأكثر تطورًا، وهو إنشاء أول مدرسة وفصول ومقررات دراسية، فقد كان يتسم بالنظام وهدفه هو تقويم الطالب، ومنحه في النهاية شهادة عند إتمامه دراسة العام.
-
توطين التعليم
في هذه المرحلة اتخذت دولة الإمارات خطوات أكثر تطورًا بشأن التعليم، وذلك من خلال استقدام معلمين من مختلف الدول العربية، حتى وصل عدد العاملين في مجال التعليم بالإمارات إلى نسبة 90% من نسب العاملين.
تابع المزيد: أفضل جامعات السعودية في الطب
تعليم المرأة في الإمارات
استطاعت المرأة أخيرًا أن تثبت وجودها في النظام التعليم الإماراتي، بعدما لم يكن لها فرصة كبيرة في إثبات هذا الحق أو الدور، وقد كانت بالفعل نتائج الفتيات في التعليم رائعة ومدهشة للغاية، حتى أن أعلى المراتب والدرجات تحصيلًا كانت من قبل الإناث، بهذا الشكل تميزت المرأة الإماراتية مثل تمامًا المرأة السعودية في مجالات عديدة ومختلفة بما فيها الفضاء والتكنولوجيا وغير ذلك الكثير.
الجدير بالذكر أن المقارنة بين التعليم في السعودية والامارات ما هي إلا إثبات لنظام تعليمي جاد، يهدف لتلبية احتياجات الطلاب ومواكبة العمل في العصر الحديث، بالإضافة إلى تحقيق أهداف البلاد الدينية والاجتماعية والاقتصادية وإزالة الأمية بعد أخر نظام تعليمي متطور وفره كلا من الطرفين.
هذا وقد تعرفنا من خلال المقال على مقارنة بين التعليم في السعودية والامارات شاملة، توضح لنا بداية تاريخ التعليم لكل من الدولتين، وكيف وصلا كل منهما إلى جودة النظام التعليمي الحالي